هل تعتقد أنك لست "مصلحجي" ؟..

كثيرا ما نسمع ان فلان يقول عن فلان انه انسان مصلحجي وهذا مفهوم خاطئ قد تعلمناه

فالبشر كلهم مصلحجيون , كيف ؟
الجواب سوف يكون بطرح عدّة أمثلة :

*انت لماذا تزوجت من تزوجت ؟ لأنها جميلة اي يسعدك الجلوس معها
لأنها بنت صالحة وهذا من صالحك لأنها سوف تربي اولادك تربية صالحة
لأنها من عائلة ثرية سوف تقوم بمساعدتك , فانت مصلحجي وهذا ليس بعيب

*لماذا انت صديق من هو صديقك ؟ لأنه انسان ذكي يمكن انت تتعلم منه شيئ او يساعدك بفكرة لامعة
لأنه وفي مخلص خدوم فسوف يكتم سرّك ويساعدك في مأزقك ويحمي ظهرك وهذا يصب في مصلحتك فانت مصلحجي وهذا ليس عيب

*لماذا العبد يعبد ربّه ؟ لأن الله اذا لم يعبده العبد سوف يتلقى العذاب وسوف لن يوفق في حياته ولن يكون مرتاح البال فانت مصلحجي وذلك لا عيب

وقِسوا على ذلك ...

لكن ما هو العيب ؟
هو المصلحة نفسها ولكن بالشكل التالي:

حينما تقوم بعمل معين يحوي سلبيات كثيرة وإيجابيات قليلة وانت بحاجة هذه الإيجابيات فتتجاهل الباقي وتتابع بعمل هذا الفعل

*كأن تتزوج فتاة ثرية فقط لأنها ثرية وانت لا ترتاح لمجلسها ولا لحديثها ولا لمنطقها

*كأن تصادق انسان فقط لأنه خدوم علما انه فقير وغير حسن المنظر وغير مدعاة للمفخرة كونه صديقك ولا تكلمه غير عند الحاجة

فيمكن ان نسمي العيب بِـ "المصلحة الفرطة" لأن المصلحة ليس عيب والبشرية قائمة على المصالح المشتركة

وقِسوا على ذلك ....
__________

صديقي نسيم بانياس ..كلامك جوهري وصحيح ،واعتذر أن أخطأت التعبير في موضوعي ،سأحاول التوضيح هنا :وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: >ما من مولود يولد إلا على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء...أنها الحقيقة أن الأنسان يولد على حب الله بالفطرة،نتحدث هنا عن ايماننا ،حقيقة العبادة شرعاً

هي غاية الخضوع والانقياد لله سبحانه وتعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، والانشغال به بالجنان بالتفكر، أو بالجنان واللسان بالتدبر والذكر، وبسلوك المسالك المحببة إليه عن رغبة وحب، فهي تشمل الامتثال والانقياد من جهة، والشوق والمحبة والتذلل، من جهة ثانية،هنا يولد الله الطمأنينة في النفس ،ويشعر العبد براحة نفسية ،أنها المصلحة التي ابتغاها من عبادة ربه بقلب صادق ،وطبعاً أن الله يعلم ما تخفي الصدور ،ولن يحصل المدعي على ما يحصل عليه الصادق في تعبده ،أذن أنها المصلحة الأخروية..أي ابتغاء الأخرة بقلب نظيف .

أشكرك على نقاشك المفيد ،واشكر صديقي بشير على ايضاحه مفهوم المصلحة الأيجابية ،نورتم بمروركم الجميل .